تصنيفات المقال:
حدث وحديث
تاريخ النشر: 23 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 27 يونيو 2008م
عدد الزيارات: 143
أين مليارات المسلمين ؟؟
قال الله تعالى } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { [إبراهيم : 7] بعد أن ذكر القرطبى – رحمه الله – أقوال السلف فى الآية قال: والآية نص فى أن الشكر سبب المزيد.أ.هـ يعنى المزيد من فضل الله وطاعته ونعمه... [1] وفى ضوء هذا وفى ضوء النصوص الشرعية الدالة على الانفاق فى سبيل الله وتحريم كنز المال ، وتحريم السفه فى إنفاق المال ، وفى ضوء القواعد الفقهية المعبرة عن روح الشرع وحكمته ، نرى جَهْد السابقين من سلفنا المبارك فى عمارة الكون وتجهيز الجيوش وتعليم المسلمين وتطبيبهم وقضاء ديونهم وتزويجهم وإذهاب بأسهم وإقامة سعدهم ونشر دينهم وإعزاز دولتهم ، وهذا كله بأسباب مادية من جملتها توظيف المال وإنفاقه فى مصارفه للقيام بهذه الواجبات الشرعية الكفائية منها والعينية ، نرى هذا ، ونرى هذه الأيام ضعف المسلمين ووهنهم ومرضهم وعجزهم وفقرهم ؛ كأن الرائى لهم يحسم أن أمة الإسلام أمة عاجزة فقيرة!! لكن للأسف لسنا كذلك ، بل نحن عندنا من الإمكانيات ما به نسود الأمم ونقودها لو كان لنا دين!! وهناك عشرات الأمثلة للتدليل على ذلك ، لعل من أحدث هذه الأدلة: ما قرأته مؤخرا ، ومفاده – (10) ملايين مليونير فى العالم فى سنة 2007م من بينهم (101) ألف مليونير فى المملكة العربية السعودية ، (79) ألف مليون فى الإمارات ، وتقدرت ثروات المليونيرات فى الإمارات (91) مليار دولار!!! [2]
لو أن مليونيرات المسلمين شكروا نعمة الله فأخرجوا زكوات أموالهم ، كما أخرجوا من جملة هذه الأموال الصدقات والأعطيات لانقلبت موازين وتغيرت قوى ، ولكن أين هذه المليارات؟ أين توضع؟ وكيف توظف؟ وما هو حق الله فيها؟ هذه أسئلة بعضها نعلمها والآخر لا نعلمه ، لكن من المؤكد أن هذه المليارات لا توضع حيث يحب الله ، فإلى الله تعالى المتشكى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
[1] القرطبى التفسير (9/343) دار الشام للتراث ، بيروت.
[2] المصرى اليوم بتاريخ 26/6/2008 ص/12 ، وجريدة الأهرام المصرية ص/2 بتاريخ 27/6/2008=22جمادى الآخرة 1429هـ.